الغيرة خوف يهدم علاقاتنا




كلنا نتفق على ان شعور الغيرة امر صعب تحمله لاننا قد نجد مانريده او ما نطمح له عند اشخاص اخرين وهذا قد يشكل لنا حافز او دافع للتقدم لنصبح افضل من هؤلاء ولكن قد يعترض طريقنا شيئ اوننحرم بشكل قسري هنا تصبح مشكلة وتنشأ الغيرة والحسد التي قد تنتهي بهدم علاقتنا مع صديق الطفولة او زواج او حتى مع اخ .


تعتبر الغيرة شعوراً إنسانياً طبيعياً وهي انفعال مركب، يجمع بين حب التملك والشعور بالغضب نحو الآخرين الذين تمكنوا من تحقيق أهدافهم التي لم يستطع الشخص الغيور تحقيقها، مما ينجم عنها أحياناً التشهير بالآخرين أو مضايقتهم أو تخريب أعمالهم وانجازاتهم، وقد يصاحبها مظاهر اللامبالاة، أو شدة الحساسية أو الإحساس بالعجز، أو فقدان الدافعية للعمل أو النظرة القاتمة للحياة.

فالغيرة تسبب صراعات نفسية متعددة وتشكل خطراً على التوافق الشخصي والاجتماعي، ويصاحبها القلق والتوتر من صاحبها أثناء تفاعله مع الأشخاص الذين توجه الغيرة نحوهم.

وتعتبر الغيرة طبيعية حين تظهر في مراحل مبكرة من العمر، نظراً لحب التملك عند الأطفال ورغبتهم بالاستحواذ على حنان الأم.

وتعتبر محمودة للراشدين إذا شكلت دافعاً نحو النجاح والانجاز ومجاراة المتميزين والاقتداء بهم دون التقليل من شأنهم.

الغيرة الطبيعية والغير طبيعية

والغيرة تنقسم الى طبيعية وغير طبيعية.

ومن انواع الغيرة الطبيعية :

1. الغيرة الرومانسية
2. غيرة الأصدقاء
3. الغيرة في العمل
4. غيرة الاخوه

غير الطبيعية:

الغيرة غير الطبيعية هى التي توصف بإحدى الصفات التالية: الغيرة المرضية - الغيرة النفسية - الغيرة الوهمية ... الخ.
وتتحكم فى هذه الغيرة الكثير من العوامل الأخرى:
- الشعور بعدم الأمان.
- عدم النضج
- وجود مرض عقلي مثل الهوس أو الشيزوفرنيا.
- عدم اتزان المواد الكيميائية بالمخ.
- الحساسية الزائدة تبعث على غيرة الشخص حيث يشعر بوجود ما يهدد العلاقة، فى حين أن هذا التهديد غير موجود ويشعر به فقط لحساسيته الزائدة.

الغيرة والحسد 

مع أن هاتين الكلمتين تستخدمان غالبا بصورة متبادلة، فهما لا يعنيان الشيء نفسه، يتداخل مفهوم الحسد مع مفهوم الغيرة، وبناء على هذا التداخل ينبغي تحديد معالم كل واحد منهما.

الغيرة والحسد هما في علم النفس مجرد انفعالات تتمثل في صورة ردود أفعال لا شعورية ولا يستطيع الإنسان أو الكائن الحي بصفة عامة التحكم بها، فالكل غير منزه، فهي فطرة خلقها الله في الإنسان، فربما لا ينتبه الشخص أنها موجودة عنده ولكن غيره يعرف أن هذا الإنسان غيور أو حسود.والحسد والغيرة يتشابهان من الناحية الانفعالية.

الغيرة شعور مؤلم يظهر في حالات كثيرة مثل ميلاد طفل جديد للأسرة، أو شعور الطفل بخيبة أمل في الحصول على رغباته، ونجاح طفل آخر في الحصول على تلك الرغبات، أو الشعور بالنقص الناتج عن الإخفاق والفشل.
وقد يصحب الغيرة كثير من مظاهر أخرى كالثورة أو التشهير أو المضايقة أو التخريب أو العناد والعصيان ولكن الغيرة تبقى أحد المشاعر الطبيعية الموجودة عند الإنسان كالحب...ويجب ان تقبلها، فالقليل من الغيرة يفيد الإنسان، فهي حافز على التفوق. 
يظهر الانفعال عندما يجد الشخص من يزاحمه.
والانفعال يتكون من ثلاثة مكونات، الفكرة المدركة، والشعور والسلوك، فعندما يدرك الشخص ان هناك من يزاحمه على شيء مهم، ينتابه خوف وغضب وحزن وقلق وكراهية بسبب التهديد الصادر عن المزاحم بفقدان ذلك الأمر المهم، وحينئذ يندفع للحفاظ عليه وقد يقترن سلوكه بالعنف والعدوانية عند محاولته الدفاع عنه والاحتفاظ به، وهكذا فالغيرة تكون نابعة بالأساس من الخوف والقلق على فقدان الشيء، والخوف من أن يناله مزاحمه أو مزاحموه.تعتمد شدة الغيرة على مدى شدة العناصر الانفعالية التي تكوّن الغيرة، أي على شدة الخوف والحزن والغضب والقلق والكراهية.
ولا تأتي الغيرة بصورة مفاجئة بل تتكون بمرور الوقت وتتصف بصفة الاستمرارية.

الحسد هو انفعال مؤلم ومربك ومحبط وغير مريح, يستند الى تصورات تجعل الحاسد يشعر بعدم السعادة دائما ويشعر انه ليس بخير، ويتمركز حول صفة أو شيء أو أمر مرغوب فيه، ينقصه ولا يستطيع ان يمتلكه، بل يتمنى ان يمتلكه، ولكن شخصا أو أشخاصا آخرين يمتلكونه ويتمنى الحاسد زواله عنهم.
وبذلك يختلف الحسد عن الغيرة، في ان الغيرة تتمركز حول شيء يمتلكه الشخص ويخاف ان يفقده، في حين ان الحسد يتمركز حول شيء لا يمتلكه الحاسد ويتمنى زواله عمن يمتلكه.
فاذا كان ذلك الطفل يحسد صديقه الذي يملك الدراجة، فذلك يعود الى كونه يريد دراجة كتلك لنفسه، والى شعوره بأن تلك الدراجة توفر الحب والطمأنينة اللذين يتمتع بهما الطفل الأخر بينما هو محروم منهما.
واذا كانت تلك الفتاة تحسد صديقتها تلك ذات الطلة البهية فيعود ذلك الى ان طلة وجمال هذه الصديقة يمثل الشعور بالسعادة والقبول، والتي هي حرمت منه.
يحصل الحسد دائما نتيجة مقارنة اجتماعية، أي عندما يقارن الشخص نفسه مع شخص أو أشخاص آخرين، ويتضمن دائما موقف سلبي سيئ تجاه الآخرين، ويذهب الى أبعد من ذلك اذ يعد نجاح الأخر أو الآخرين استفزازا له ويسعى الى تدمير نجاحات الآخرين، بغض النظر عن لا أخلاقية الوسائل التي يستخدمها


بعض النصائح التي من الممكن ان تتغلب على شعور الغيرة عندما تسبب صراع ومشاكل:

- البحث الواقعي عن التهديد الذي يتوهمه فى غيرته:
وذلك بالنظر إلى الأشياء أو الأمور التي تحفز غيرته، مع سؤال النفس بصدق بعيداً عن أية مؤثرات عن ما إذا كان هناك تهديد واقعي أو أنها مجرد ظنون لا ترقى إلى مرتبة التهديد. وما هو الدليل على أن العلاقة تتعرض لهذا التهديد أم أن التصرف من جانب هذا الشخص الغيور هو الذي يعقد المواقف ويجعلها تبدو أكثر سوءً.
- التحدث بإيجابية إلى النفس:
مجرد أن يشعر الشخص بأنه بدأ فى مشاعر الغيرة، عليه بتذكير نفسه أن الشريك الآخر الذي يغير عليه يحبه ويحترمه، وإخبار النفس بأنه شخص مخلص كما عرفه منذ البداية وأنه لم يتغير لكن التصرفات غير المنطقية هى التي ستدفعه إلى التغير .. مع التأكيد على النفس بأنه لا وجود للتغيير.
- تهدئة النفس وطمأنتها دوماً:
من أفضل الطرق لهزيمة الغيرة هو سؤال الطرف الآخر الطمأنة وتهدئة النفس، فإذا كانت مشكلة الغيرة يقع عاتقها على الشخص الغيور إلا أنه لا مانع - بدافع الحب - أن يقف الشريك الآخر بجوار من يحبه لكى يتغلب على هذه المشكلة، فقوام العلاقات الناجحة هو تقديم العون للطرف الذي يحتاج إليه فهي علاقة أخذ وعطاء فى نفس الوقت. أخذ الحذر بألا ينقلب رغبة الشخص الغيور من أن ينال الطمأنة ممن يحبه إلى جدال ونقاش حاد وبدلاً من ذلك لابد وأن يكون الحوار فى صورة مشاركة لتبادل وجهات النظر لحل الخلافات



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا نفكر بشكل سلبي؟

الهندسة الاجتماعية أحتيال الكتروني وجهل عام (الجزء الأول)

علم الطاقة ؟ أيمان ووهم كاذب