علم الطاقة ؟ أيمان ووهم كاذب




قبل سنوات قليلة سمعت عن شيئ يشبه التأمل او الاستجمام الى حد كبير بأسم غريب نوعن ما وهوا (علم الطاقة او علم الروحانيات) يستخدمون فيه بعض التمارين تشبه اليوغا ونغمات موسيقية بترددات معينة وحسب من يؤمنون به تجعلك تلك التمارين والموسيقى تطرد الطاقة السلبية وتجذب لك طاقة ايجابية, ولكن بطبيعة الحال هل هذا حقا علم؟؟ او حقا هناك طاقة ؟؟.

 ( علم الطاقة ) بما انه ليس علم بحد ذاته ولا حتى طاقة ولكن الذين يؤمنون فيه اطلقوا عليه هذا الاسم لعتقادهم انه علم وله قواعده وقوانينه حاله حال العلوم الحقيقية.

يستخدم من يطلقون على أنفسهم مختصين في الطاقة مصطلحات علمية لاكتساب قدر من المصداقية لدى الناس.

ويستخدمون عبارات مثل «ميكانيكا الكم» و«فيزياء الموجات» و«الجذب»، لإيهام الناس بأنهم يتحدثون بلغة العلم، بينما هم في الحقيقة أبعد ما يكونون عن العلم التجريبي الحقيقي لذلك تقتصر جهودهم الخداعية على استخدام مصطلحات كحد أقصى.

وحينما ندرس الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا وغيرها من العلوم في بلد ما ، ثم ندرسها بعد ذلك في بلد أخر، فلن نجد اختلافا بينها، ولن نكتشف -مثلا- أن قوانين الكهرومغناطيسية متنوعة بحسب الدولة، ولن تُنتِج تفاعلات كيميائية لنفس المواد موادا متنوعة كل منها بحسب ثقافة المخبري الذي يقوم بالتجربة، وذلك بحسب الرأي الشخصي لكل مختص. والسبب في هذا التوافق يعود إلى كون المعلومات واحدة في كل مكان، وهي التي تفسر الأشياء بالشكل الصحيح، وأي تغيير للمعلومة العلمية بعد إثباتها يفرض على جميع الدول تغيير معلوماتها لتكون موحدة.

إن قارنا علم الطاقة مع العلوم الحقيقية، فإننا سوف نجد اختلافا في شروحاته وتطبيقاته بين الدول بل حتى بين الأفراد في الدولة نفسها، كلٌّ له تفسير مختلف لعلم الطاقة، وكلٌّ له طريقة في علاج الناس، وكلٌّ له رأي فيما يحدث حينما يتم تمرير الطاقة أو سحبها من المريض حسب قولهم.

ما يطلق عليه اعتباطا "علوم الطاقة" علوم كاذبة Pseudoscience أو علوم بدائية Protoscience بالمعنى الاكاديمي.. فهذه الممارسات -في معظمها- لا تخضع لأبحاث و دراسات تجريبية جادة تنشر في دوريات علمية محكمة و يناقشها العلماء الأكاديميون.


تمرينات أو حركات لطرد الطاقة السلبية؟

حسب المشتغلين بالطاقة، تعمل التدريبات التي يقدمونها على رفع هالة الإنسان، من أجل التحكم بالأحداث الحياتية وجذب الإيجابي منها وإبعاد السلبي، أو استخدام الأحجار الكريمة في ذلك.

وأن «ماستر الطاقة» يؤدي بعض الحركات الرياضية تشبه «التاي تشي»، فيحرك يده فوق رأسه ثم دفع يده إلى الأمام بسرعة طاردًا موهمًا الناس أنه يطرد الطاقة السلبية من جسمه عن طريق «الشاكرا»، وهو مصطلح لا يمثل شيئًا حقيقيًّا، ويُطلَق على سبعة أجزاء في جسم الإنسان يُعتقَد أنها تشكل مراكز طاقته.

يستغل القائمون على هذا العلم المزعوم أي أُسُس صلبة في أذهان الناس، إذ لا يريدون إرباكهم بالدخول من الشباك، لذلك وجدوا أبواب العلم والدين أفضل طريق للدخول إلى عقولهم وقلوبهم ولترسيخ هذه الكذبة. 


لماذا يتجه الناس لمثل هذه الأشياء؟

يبحث الناس عن حل مباشر وسريع وغير مكلف لمشاكلهم، ومع كثرة الترويج الإعلامي تتحول فكرة جذب الحلول عن طريق الطاقة للتخلص من المشاكل الحياتية إلى شيء جذاب، فيتوهم الناس أنهم لا يحتاجون أن يُجهدوا أنفسهم أو يصرفوا مالًا كي يحصلوا على ما يريدون، بينما هم في الحقيقة يصرفون الكثير من المال على محاضرات من أجل تعلُّم الجذب.

استخدام أسلوب السرد القصصي. يمكن ملاحظة ذلك في أي محاضرة يقدمها من يطلق على نفسه «ماستر علم الطاقة»، إذ نجد أن الطابع القصصي هو الغالب، كمن يقول إنه فكَّر في الحصول على بيت ومن ثَمَّ حصل عليه، أو تمنَّى سيارة فإذا بها تصل إلى منزله كهدية، أو أن امرأة أزالت بعض أنواع الأثاث السلبي من منزلها وإذ بزوجها يعاملها بطريقة حسنة، فهذه النوعية من القصص تؤثر في الناس لو سُردت بأسلوب شيق، لأن أغلبنا يحب سماع القصص.


لا يوجد في العلم نهائيًّا ما يروَّج له تحت اسم «طاقة الإنسان». من الناحية المبدئية هناك طاقات متنوعة في العلم، فعن أي طاقة يتحدثون؟ نحن نعرف أن هناك العديد من الطاقات الفيزيائية المؤثرة، فهل يتحدثون عن الطاقة الكهربائية؟ أم الطاقة الحرارية؟ أم الطاقة الحركية؟ أو ربما الطاقة الداكنة؟ هل يعرفون عمَّ يتحدثون؟ أم أنهم يتحدثون عن طاقة وهمية وغير فيزيائية؟».

أما قانون الجذب الذي يروِّج له مدربي الطاقة فلا يعرف الرجل أي جذب هو بالضبط: «نعرف الجاذبية والمغنطة والكهرباء الإستاتيكية، والقوة النووية القوية والضعيفة، كلها تقوم بالجذب، لكن أودُّ أن أعرف من مختصي الطاقة عن أيٍّ من هذه القوى الجاذبة يتحدثون؟ بالطبع لن يجرؤ أحدهم أن يتحدث عن هذه الأنواع لأنها معروفة بدقة متناهية ولها قوانين واضحة، أما ما يروِّجون له فجذب وهمي هلامي لا وجود له إلا في مُخيَّلاتهم، ولا يقوم على العلم نهائيًّا».


وفي النهاية ان واجهتك بعض المصائب او الصعوبات  في الحياة لاتحاول تصديق مثل هذه الأكاذيب او الخرافات لتبعدها عنك او لتتخلص منها اتجه لربك بالدعاء في مثل هذه الحالات لان الايمان بالله هوا الشيئ الذي يغنيك عن هذه لاكاذيب

مصدر هذه المقالة من :  الدكتور محمد قاسم، أستاذ الهندسة الإلكترونية والاتصالات حاصل على الماجستير من جامعة ولاية أوهايو الأمريكية والدكتوراه من جامعة ساوثهامبتون البريطانية

مصدر1

مصدر2



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهندسة الاجتماعية أحتيال الكتروني وجهل عام (الجزء الأول)

لماذا نفكر بشكل سلبي؟