البشر في زمن الكورونا
في الأونة الأخير انتشرنت كثير من الخرافات والأشاعات حول فيروس كورنا وظهر معه بعض الخرافات مثل مشروبات طبيعية وعشاب لتقوية جهاز المناعة ,وبعض الأسئلة الغريبة كان هذه هي نهاية العالم ؟ اوهل هذه حرب بين الدولة الكبرى ؟ او انها فعل مصطنع لتقليص حجم سكان الأرض؟ و وغيرها الكثير من هذه الاسئلة المبالغ فيها التي طرحت على مواقع التواصل الاجتماعي, جميع هذه الخرافات والأسئلة والخوف المتزايد هي رد فعل من أن الإنسان لانه يخاف مما يجهله أكثر من الأمر الذي يعرفه وهناك نسبة من الغموض والمجهول في مرض كورونا تثير التوجس لدى الناس.
في كتابه "الأوبئة والمجتمع" أشار "فرانك سنودين" ، إلى أنه حينما انتشر وباء الكوليرا ظهرت في فرنسا نظرية مؤامرة بأن الوباء معدٌّ من صنع الانسان. وقد انتشرت خصوصًا شائعة تفيد بأن حكومة الملك "لويس فيليب" تضع مادة الزرنيخ في آبار المياه ومع انتشار الوباء وموت حوالي 19 ألف فرنسي اندلعت موجة عنف ضد الحكومة من قبل الشعب، وبالكاد استطاعت الشرطة التصدي لها، ؛ إلا أن الحراك والغضب الشعبي لم ينقضِ، وظلت الحكومة متوجسة مما أسمتها حينها "الطبقات الخطرة"، وهي الطبقات الفقيرة التي تأثرت بصورة كبيرة بما حدث، وثارت ضد الحكومة، وهو ما قد يفسر جزئيًّا -وفقًا لسنودين- أحداث "القمع الطبقي" التي شهدتها العاصمة الفرنسية بعد هذا الوباء بسنوات قليلة، وهو ما جاء معاكسًا لحراك الثورة الفرنسية.
فعادةً ما يصاحب الأوبئة وقلة المعلومات عنها، موجة من الشائعات التي يطلقها البعض وينجرف خلفها ملايين على استعداد لتلقي أي شائعة لتفسير ما يحدث حولها. وتعد هذه الفترات البيئة الخصبة لصعود نظرية المؤامرة، ليس فقط بين الشعوب وبعضها، بل أيضًا بين الدول. ولعل الاتهامات المتبادلة بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية دليل على ذلك.
وجود الفزع الإعلامي والأخبار اليومية بقرارات لأغلاق المحلات والاخبار الكثيرة على مواقع التواصل الأجتماعي عن الدول التي تفشى فيها الفيروس، وتتشر عبرها معلومات مغلوطة عن أساليب مواجهة الفيروس، ويتم تداولها على نطاق واسع ومن ذلك ما نشر في موقع "iranintl" عن تسجیل 5 حالات تسمم في ايران بسبب تناول المشروبات الكحولیة المعقمة، وما نشرته صحيفة "South China Morning Post" حول قصة امرأة اضطرت لتلقي العلاج في المستشفى بسبب تعرضها لالتهاب شديد في الحلق بعد تناولها كمية كبيرة من الثوم.
الأفراط في التخزين (العقلانية الهشة)
حيث تتغذى هذه الحالة على نفسها وتتضاعف وتؤدي إلى الانهيار بدلًا من الحل. ومن الأمثلة البسيطة على ذلك، ما نشهده في سياق الأزمة الحالية من هلع الشراء، الذي قد يؤدي -في حد ذاته- إلى التسبب في الأزمة التي يتحسب لها الأفراد. فعلى الرغم من قدرة بعض الحكومات حاليًّا على السيطرة على سلوكيات الأفراد فيما يخص اتجاهات الشراء لبعض الوقت في بداية انتشار الأوبئة، فإنه مع طول مدة الأزمة وشعور الفرد باقترابه منها، وإمكانية حدوث نقص في بعض السلع غير الضرورية، فإن هذا الأمر قد يدفع الأفراد إلى المبالغة في الإقبال على تخزين سلع غير ضرورية، خوفًا من اختفائها من الأسواق، وهنا لا يتصرف الأفراد وفقًا للحسابات المنطقية، بل هم مدفوعون دفعًا بانفعالاتهم ومشاعرهم.
الكورونوفوبيا ؟!!
ظهر مصطلح "الكورونوفوبيا" الذي ابتدعه البعض لتجسيد حالة الخوف من كل ذوي الملامح الآسيوية وليس الصينيين فقط، وذلك على الرغم من فساد الربط بين العرق وانتشار الأوبئة، وعدم منطقيته. وبرزت في المنطقة العربية مؤشرات على انتشار هذا السلوك، كما في التعليقات "السلبية" عبر وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي، بل وانصرفت أحيانًا إلى الواقع العملي.
كما نشر طالب صيني يدرس في الجامعة اللبنانية فيديو يتحدث فيه بعربية فصحى عن معاناته من الممارسات العنصرية في الشارع اللبناني بعد انتشار فيروس كورونا المستجد، وكيفية تجنب الناس له، وأحيانًا تعرضه للإساءات اللفظية.
كيف تخفف ضغط التوتروالإشاعات ؟
قد تكون الشائعات الأمر الأكثر إضرارا بالصحة النفسية للناس والحل هوا العثور على مصدر موثوق للمعلومات واتباع الأخبار منها. سيؤدي ذلك إلى عزلنا عن الشائعات كالسلطة الطبية في الدولة أو منظمة الصحة العالمية, والقراء عن الفيروس ومعرف كيف نشأ وتطور , الشعور بالقلق امر طبيعي جدا ولاكن الوضع ليس بالخطورة التي تتصورها.
يجب التأكيد على أن متداولي الشائعات أكثر عرضة للخطر، حيث يقعون في خوف مبالغ فيه، أو اتباع إجراءات صحية غير معتمدة طبيا وغير موثوقة كالعلاج باليانسون والثوم والبصل وغيرها من الأمور التي لا تحمل دليلا قاطعا على نجاحها.
ما هي الأثار الناتجة عن كورونا في المجتمع ؟

تعليقات
إرسال تعليق